بسم الله الرحمن الرحيم
مع الصور الحية للأخرة والجزء الثالث من القرأن العظيم
إن المتدبر في رسالة الله " القرأن الكريم " يجد فيها ما يصلح حياة الناس في كل
ونعيش اليوم مع الجانب الاقتصادي
فالأسلام يعتبر المال وسيلة للتعامل وليس سلعة في حد ذاته
ولو تحول المال إلى سلعة فسوف يحقق ربحا مؤقتا لفئة من الناس
ولكنه سيعود بالأزمات المالية والفقر على قطاعات كبيرة من المجتمع
ولعل ما نلاحظه في هذه الأيام من إنهيار الأقتصاد لدول عديدة
من جراء ذلك المفهوم الخاطئ في التعاملات المالية
وهذا ما صرحت به صحيفة واشنطن بوست … الجمعة-31-10-2008
في الوقت الذي بدأت فيه المؤسسات الغربية المالية الكبيرة تترنح واحدة تلو الأخرى في الأسابيع الأخيرة تحت وطأة الأزمة المالية العالمية, قالت صحيفة واشنطن بوست: إن النظام المصرفي الإسلامي كسب مزيدا من الثقة
ويستنبط النظام المصرفي الإسلامي نظامه من آيات القرآن التي تعتبر الفوائد أنواع من الربا المحرم في الإسلام,
فالمال لا يمكنه أن يجلب مالا دون أن يستثمر في مشاريع إنتاجية.
إن الأمر لا يقتصر على أمور الدنيا ولكنه ينسحب على مصير الإنسان في الأخرة
وتظهر لنا صورتين لنوعين من البشر
النوع الأول أناس ينفقون أموالهم ليلا ونهارا سرا وعلانية مما أنعم الله عليهم من ثروات . وتكون النتيجة زيادة تلك الثروات في الدنيا.. وفي الأخرة النعيم المقيم
النوع الثاني أناس يبخلون بما اعطاهم الله من ثروات , بل يرمون تلك الثروة ( مثل القمح ) في البحار لكي لا يقل سعرها
وحين ينفقون الأموال يأخذون عليها فوائد مضاعفة " الربا "
ولهاتين الصورتين في الدنيا مقابل لهما في الأخرة
سورة البقرة
الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ -274
الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ -275
الذين يتعاملون بالربا -وهو الزيادة على رأس المال- لا يقومون في الآخرة من قبورهم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من الجنون; ذلك لأنهم قالوا: إنما البيع مثل الربا, في أن كلا منهما حلال, ويؤدي إلى زيادة المال, فأكذبهم الله, وبيَّن أنه أحل البيع وحرَّم الربا; لما في البيع والشراء من نفع للأفراد والجماعات, ولما في الربا من استغلال وضياع وهلاك. فمن بلغه نهي الله عن الربا فارتدع, فله ما مضى قبل أن يبلغه التحريم لا إثم عليه فيه, وأمره إلى الله فيما يستقبل من زمانه, فإن استمرَّ على توبته فالله لا يضيع أجر المحسنين, ومن عاد إلى الربا ففعله بعد بلوغه نهي الله عنه, فقد استوجب العقوبة, وقامت عليه الحجة,
ولهذا قال سبحانه: (فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)
وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ -281
واحذروا -أيها الناس- يومًا ترجعون فيه إلى الله, وهو يوم القيامة, حيث تعرضون على الله ليحاسبكم, فيجازي كل واحد منكم بما عمل من خير أو شر دون أن يناله ظلم. وفي الآية إشارة إلى أن اجتناب ما حرم الله من المكاسب الربوية, تكميل للإيمان وحقوقه من إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وعمل الصالحات.
سورة أل عمران
يجب على الإنسان يوازن بين زينة الدنيا الفانية
وبين ماعند الله من نعيم
وتوضح الأيات التالية الصورتين
الأولى في الدنيا ومهما كثرت فهي في زوال
والثانية في الأخرة حيث الخلود والنعيم الأبدي
زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ -14
قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ -15
الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ -16
الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ -17
لمن راقب الله وخاف عقابه جنات تجري من تحت قصورها وأشجارها الأنهار, خالدين فيها, ولهم فيها أزواج مطهرة , ولهم أعظم من ذلك: رضوان من الله.
هذه الصور الحية تملئ النفوس المؤمنة طمئنينة
وأمل في المستقبل الحقيقي وأن مرحلة الموت
ليست العدم بل هي كالنوم وأن البعث كما نستيقظ من نومنا
وأن صور الأخرة أمامنا كالواقع من خلال أيات القرأن العظيم
فكلام الله يقع في قلب المؤمن أصدق مما تراه العيون وتسمعه الأذان
نسأل الله أن يثبتنا على كلمة التوحيد
" لا إله إلا الله "
"محمد رسول الله"
وأن يحشرنا مع رسوله صلى الله عليه وسلم وأن نشرب من يده الشريفه
شربة لا نظمأ بعدها أبدا